Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 وإن أردت شاهداً على هذا، فهو اعطاء حق الوجود لكل شيء بموازين حساسة ومعينة، وإعطائه صورة معينة له. ووضع كل شيء في مكانه اللائق به. وهذه تدل على أنه يفعل ما يفعل بعدالة وميزان لا حدود لهما.

وأيضاً إعطاء كل شيء حقه وما يليق به حسب استعداده. أو منح جميع لوازمات وجوده وأجهزة بقائه بأسلوب يليق به، تشفّ من تحته يد العدالة اللامتناهية.

وأيضاً إجابة أدعية الاستعداد والاحتياج الفطري والاضطرار، وقبول سؤال حالهم بصورة مستمرة يدل على عدل وحكمة لا نهاية لهما.

وهل يمكن لعدالة وحكمة تسعيان لسد أتفه حاجة لأَتْفَهِ مخلوق. ثم تهملان أسمى حاجة، وهي حاجة البقاء لأسمى خليفة وهو الإنسان.. تهملان استغاثته ولا تجيبان دعوته، ولا تصونان حشمة الربوبية وحقوق العباد.

ومن المعلوم لكل أحد أنه لا تتجلى العدالة لهذا الإنسان الذي يقضي حياته في هذه الدنيا الفانية القصيرة، بل إنما تؤخر إلى محكمة عليا. لأنه تتطلب العدالة الحقة بأن يجازي هذا الإنسان لا على حسب صغر حجمه. بل على حسب كبر جنايته وأهمية ماهيته وعظمة وظيفته. وإذا كانت هذه الدنيا الفانية المؤقتة بعيدة كل البعد عن هذه العدالة فلابد من أن تتجلى في الإنسان الذي خلق للأبد.

ولابد من جنة أبدية ونار سرمدية لهذا العادل الجليل ذي الجمال والحكيم الجميل ذي الجلال.

 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat