محاسن جمال معنوي لا شبيه له ولطائف حسن خفي لا نظير له[1]. ويشير هذا الحسن المنـزه والجمال المقدس إلى أنه يوجد في أسمائه بل في كل منها خزائن خفية. وهذا الجمال السامي الخفي الذي لا نظير له كما يريد أن يُرى محاسنه ودرجات حسنه وموازين جماله في مرآة لها شعور، كذلك يريد أن ينظر إلى جماله المحبوب بأنظار الغير. أي يريد أن يرى جماله بوجهين:
الوجهة الأولى: هي أن يراه في مختلف المرايا الملونة.
الوجهة الثانية: أن يراه برؤية عشاقه ومستحسنيه.
أي يريد الحسن والجمال أن يَرى ويُرى. وهما يستلزمان وجود العشاق ومستحسنيه. وبما أن الحسن والجمال خالدان يريدان خلود العشاق. لأن الجمال الأبدي لا يرضى بعاشق فان. فإن العاشق إذا كان على قيد الفراق من غير رجعة يتبدل عشقه عداوة، وحيرته وتبجيله هزواً حينما يتصور الفراق والزوال. لأن الإنسان الذي في طبعه الأنانية والأثرة عدو لما جهله ولما لا تصل إليه يده. وينتج عن هذا أن يكون عدواً لهذا الجمال الذي هو لائق للحب والشوق، لا للعداوة والإنكار. ومن هنا يفهم سر عداوة الكافر لله؟ فاذاً يستلزم هذا الجود العميم والجمال الذي لا نظير له والكمالات التي لا نقص فيها خلود الشاكرين وبقاء المشتاقين ويتطلب الذين يمجدون دوماً بالمدح والثناء ويستحسنون.
______________________________________________________________[1] - ان وجود جلوات الحسن والجمال في هذه الموجودات التي تأتي بعد تلك الموجودات التي هي كالمرايا والتي يعتريها الفناء والزوال -ليدل على ان ذلك الجمال ليس منها-، بل اتها امارة وآية على حسن منـزه وجمال مقدس.