Kitaplar
رائد الشباب

 مكان لا يصطدم مع نتائجها وحكمها من صنع من الكائنات تحت قبضة تصرفه.

مثلاً: هذه الذرة التي أخذت مكانها من إنسان عين (توفيق)[1] بحيث توافق الأعصاب المتحركة والحساسة والشرايين والأوردة، وتكون لها نسبة للوجه ثم للرأس ثم للبدن ثم للمجموعة الإنسانية، ولها تجاه كل منها وظيفة وحكمة لتدل على أن الذي خلق أعضاء هذا البدن هو الذي وضع هذه الذرة في مكانها الخاص، لا سيما تلك الذرات التي تسير في قافلة الأرزاق حتى تكون رزقاً، فإنها تدهش العقول حيث تواصل سيرها البديع، وتجتاز من طور إلى طور ومن حال إلى حال، وتخطو شيئاً فشيئاً إلى أن تدخل الكائن الحي لتصفى فيه بأربع مصاف، وبعد ذلك تركب الكريات الحمراء التي تعوم في أنهار الدم حتى تمد الأعضاء والخلايا التي تحتاج إلى الرزق والغذاء، وقد تبين من هذا بوضوح أن الذي ينقل هذه الذرات من طور إلى طور ومن منـزل إلى منـزل إنما هو الرزاق الكريم والخلاق الرحيم الذي تتساوى عند قدرته الذرات والسيارات.

وأيضاً، كل ذرة تعمل وتجيد في صنعها، لابد إما أن تكون لها أواصر بجميع الذرات تحكم كل ذرة ومجموعة الذرات كما تكون مأمورة لكل ذرة ولمجموعة الذرات وتعرف ذلك الصنع الذي يدهش العقول وتوجده وهذا محال من ألوف الجهات، وإما أن تكون مأمورة في سيرها خرجت من قانون قدر الصانع الحكيم وقلم قدرته.

___________________________________________________

[1]  - هو أول كتاب الرسائل النورية.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat