Kitaplar
رائد الشباب

 الصنعة التي تحير العقول، فكأنها قصيدة مدح وثناء. فانظر بدقة وإمعان إلى جمال ثمرة الرمان وزينة الذرة.

      نعم، إن تنقل الذرات عبارة عن الحركات المتولدة من كتابة كلمات القدرة في صحيفة المحو والإثبات المستنسخة تلك الكتابة من الكتاب المبين محور التصرف في وجود الأشياء في الزمن الحاضر، وعنوان القدرة والإرادة الإلهية، وذلك وفقاً لما تمليه خطة (الإمام المبين) جماع مقومات أصول الأشياء التي طواها الغيب وفروعها المنتظمة التي ستأتي ومميزاتها وعنوان العلم والأمر الإلهي.[1]

___________________________________________________________________________

[1] -  جاء ذكر (الإمام المبين) و(الكتاب المبين) في القرآن الحكيم في مواضع متعددة. قال بعض المفسرين: إنها بمعنى واحد. وقال بعض آخر: إن معناهما مختلف. وفسروهما بأوجه متضاربة. وقد حصل لي اليقين من فيض القرآن الكريم أن (الإمام المبين) عنوان لنوع من العلم والأمر الإلهي ينظر إلى عالم الغيب أكثر مما ينظر إلى عالم الشهادة، وينظر إلى الماضي والاستقبال أكثر مما ينظر إلى الحال. وبعبارة أخرى ينظر إلى أصل الشيء وفرعه وبذره أكثر مما ينظر إلى الشيء نفسه. فهو سجل القدر. وقد أثبت وجود هذا السجل في (المقالة السادسة والعشرين) وفي (المقالة العاشرة).

نعم، إن (الإمام المبين) عنوان لنوع من العلم والأمر الالهي. وإنتاج مبادئ الأشياء وأصولها وبذورها لها مع اتقانها وحفظ نظامها يشهد على أنها تنظم حسب قوانين سجل العلم وقواعده، كما أن نتائج الأشياء وفروعها وبذورها بما أنها تحتوي على برنامج الموجودات التي ستأتي بعد، وفهرستها تدل دلالة قطعية على أنها مجموعة صغيرة للأوامر الإلهية، مثلاً: لنا أن نقول: إن البذرة مجموعة للأوامر التكوينية التي تعد برنامج الشجرة وتخط خطة محتوياتها.

وإذا كان (الإمام المبين) خطة وبرنامجاً لشجرة الخلقة التي تمتد أغصانها وفروعها حول الماضي والمستقبل وعالم الغيب فيكون بمثابة سجل القدر الإلهي ومجموعة قوانينه، وحسب ما تمليه هذه القوانين تعمل هذه الذرات في بناء وجود الأشياء وفي تطورها.

وأما (الكتاب المبين) فهو ينظر إلى عالم الشهادة أكثر مما ينظر إلى عالم الغيب أي ينظر إلى الحال أكثر مما ينظر إلى الماضي والمستقبل. وهو عنوان القدرة والإرادة وسجل لهما. وإذا كان (الإمام المبين)، سجلاً للقدر، فـ(الكتاب المبين) سجل للقدرة أي إن نظام الأشياء وشئوناتها وأحوالها وصنعتها الدقيقة تدل على أنها تلبس ثوب الوجود، وتأتي من العدم إلى الوجود، وتتعين صورها وأشكالها ومقاديرها بقوانين القدرة والإرادة النافذة.

ويتضح جلياً أنه يوجد للقدرة والإرادة مجموعة قوانين وسجل محيط به تقدر أشكال الأشياء، وتتعين صورها ويخاط ثوب الوجود. وانظر إلى سخافة أهل الغفلة والضلالة والفلسفة فقد أحسوا بوجود اللوح المحفوظ للقدرة الفاطرة وبتجليات كتاب الحكمة والإرادة في الأشياء وصورته، وسموها باسم الطبيعة. فالقدرة تكتب في صحيفة الزمان -صحيفة المحو والإثبات- آيات سلسلة الكائنات،وتخرجها من العدم إلى الوجود، وتحرك الذرات، وتطورها حسبما يمليه (الإمام المبين) ويراه.

فإذاً تنقل الذرات هو اهتزازها حينما يكتبها قلم القدرة، ويأتي بها من عالم الغيب إلى عالم الشهادة، ومن العلم إلى القدرة.

وأما صحيفة المحو والإثبات التي هي حقيقة الزمان فهي سجل اللوح المحفوظ الثابت الذي لا يتغير ولا يتبدل، يقيد فيه ما يجري في دائرة الممكنات من الموت والوجود والفناء.

نعم، كما أن لكل شيء حقيقة فكذلك أن حقيقة الزمان الذي يجري في الكون كنهر عظيم هو بمثابة مداد وصحيفة لكتابة القدرة في لوح المحو والإثبات.  

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat