Kitaplar
رائد الشباب

 أمر ربها وسبحته وبعدما انقضت هذه الدنيا على عروشها، إدماج هذه الذرات الأرضية التي ربت تلك النتائج والآثار ورافقتها في بناء الآخرة من مقتضى العدالة. ويرى من خلال هذه الحقيقة طرف من قانون العدل الأعظم.

وكما أن الروح لها سلطان على الجسد كذلك ما كتبه القدر من الأوامر التكوينية للمواد الجامدة له سلطان عليها، وهذه المواد تأخذ مكانها في الوجود وفي سلك النظام حسب تلك الأوامر ولا يشبه أي وضع منها وضع الآخر.

مثلاً: يختلف وضع كل من أنواع البيض والنطف والبذور عن الآخر بسبب اختلاف ما خطه القدر لها، وهي أن المواد وإن كانت متحدة[1] من حيث الماهية إلا أنه يتشعب منها أنواع مختلفة يختلف مقام كل منها عن الآخر، وكتابة وظائف أية ذرة وحكمها على جبهتها بقلم القدرة الذي لا يعزب عن شيء تلك الذرة التي أدت واجبها نحو الحياة وشهدت على وجود الله تعالى وسبحته من مقتضى علم الله تعالى المحيط. ويترائى في هذا جهة من قانون العلم المحيط الأعظم. وقد اتضح من خلال هذا أن هذه الذرات ليست في فوضى، وإنما لها نظام خاص.

ونتيجة هذا القول أن أمثال هذه القوانين السبعة أي قانون الربوبية، وقانون الكرم، وقانون الجمال، وقانون الرحمة، وقانون الحكمة، وقانون العدالة، وقانون العلم المحيط؛ هذه القوانين التي مضى ذكرها آنفاً تلوح

__________________________________________________________________

[1]  - نعم، إن جميع تلك البذور والبيض والنطف متشكل من أربع مواد؛ مثل مولد الماء، ومولد الحموضة، والآزوت، والكربون... فيمكن أن تعتبر متحدة إلا أن الفرق بينها في كتابة القدر المعنوية.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat