Kitaplar
رائد الشباب

 تحت الأرض فأخذتني الدهشة ولم يكن لي آنذاك أية حيلة، حيث لا يمكن لي الذهاب يميناً أو شمالاً.

ومن الغريب أنه كان يبدو للناظر في يمين القطار ويساره أزهار جميلة وثمار لذيذة تجلب إليها الأنظار، وكنت كغمر الرجال ألفت بنظري إليها وأمد يدي نحوها أحاول أن أقطف الأزهار وألم الثمار؛ إلا أنها كانت شائكة تشوك يدي وتدميها وتجرحها حيث كان القطار ماضياً في سبيله لا يخفف شيئاً من سرعته، فآذيت نفسي من غير فائدة تعود علي، فقال لي أحد موظفي القطار: أعطني خمسة قروش أعطيك ما تريد من الأزهار والثمار، إنك تخسر بجروحك هذه مائة قرش بدل الحصول على خمسة قروش.

أضف إلى ذلك أنه هناك عقاب لك على صنعك هذا حيث إنك تقطفها من غير أذن تحصل عليه، واشتد علي الكرب في تلك الحالة فنظرت من النافذة إلى الأمام لأتعرف نهاية النفق فرأيت نوافذ كثيرة تترامى منها الرجال، ورأيت تلقاء وجهي نافذة أقيم على كل من طرفيها حجر هي أشبه بحجر القبر،[1] فنظرت إليهما بكل دقة وعناية، فرأيت أنه قد كتب عليهما بحروف كبيرة اسم (سعيد)، فقلت متأسفاً ومتحيراً: وا ويلاه!.. وآنذاك سمعت صوت ذلك الرجل الذي أطال علي النصح في باب ذلك الملهى، فقال: أأفقت من سكرتك؟ فقلت: نعم، إلا أنه خارت قواي ولم يبق لي أية حيلة. فقال: تب وتوكل. فقلت: تبت وتوكلت. ثم أفقت وقد ذهب من البين السعيد الأول ورأيتني السعيد الثاني. ونرجو من الله أن يجعل هذه الواقعة الخيالية خيراً.

__________________________________________________

[1]  - تسمى الحجر التي توضع عند رأس الميت في القبر (شاهدة)

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat