Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 وإليك هذا المثال: إن القرآن الكريم يثبت الحشر في سورة ﴿قۤ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾ (سورة ق: 1-2) ببيان لامع حلو عال، ويفيد أنه كما لا ريب في مجيء الربيع، كذلك لا ريب في مجيء الحشر، فانظر ماذا يقول في جواب أولئك الكفار الذين ينكرون البعث ويقولون: ﴿كَيْفَ يُحِيى الْعِظَامَ وَهِىَ رَمِيمٌ) ؟..

يقول: ﴿اَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ﴾ إلى ﴿وَكَذَلِكَ الْخُرُوجُ﴾ (ق: 6-11) فيأتي البيان كأنه الماء الجاري، والنجوم اللامعة. ويعطي القلب لذة وحلاوة كحلاوة التمر فيكون ذوقاً وغذاءً.

ومن ألطف أمثلة الإثبات هذا المثال: ﴿يٰسۤ وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ، اِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ (يس: 1-3) يشير هذا القَسَمُ إلى أنه لا ريب في حجّة الرسالة، وهي بمكان تستحق التعظيم والإجلال فيقسم بها، ويقول بهذه الإشارة: إنّك رسول، فإنه بيدك القرآن، والقرآن حق، وكلام الحق، حيث يتضمن الحكمة الحقيقية وعليه طرة الإعجاز.

ومن أمثلة الإثبات ذات الإعجاز والإيجاز، هذا المثال: ﴿قَالَ مَنْ يُحْيِى الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، قُلْ يُحْيِيهَا الّذي أَنْشَأَهَا اَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ (يس: 78-79) أي يقول الإنسان: من يحيي العظام وهي بالية، قل: يحييها الّذي أنشأها أول مرة، وقد صورت هذه القضية في التمثيل الثالث من الحقيقة التاسعة من رسالة الحشر بما يلي: فلنفرض بأن قائداً شكل مدة يوم واحد وحدة جيش جرار، ثم إنه انتشرت أفراده هنا وهناك للراحة والاستجمام.. فإذا قال أحد: إن هذا القائد يمكن أن يجمع أفراد هذا الجيش وينظمهم بصوت البوق في آن واحد، فقلت: لا أؤمن بهذا، تعلم مدى سخافة إنكارك. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat