Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 فإن القرآن بعد ما يذكر مسرى النبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى يقول:﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ الضمير في (إنه) إما راجع إلى الحق سبحانه وتعالى. أو راجع إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-. وإذا كان راجعا إلى النبي يكون المعنى هكذا: إن في السياحة الحزئية سيراً عاماً وعروجاً كلياً لهذا النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي سمع ورأى الآيات الربانية وعجائب الصنعة الإلهية أثناء قطعه مراتب الأسماء الكلية في عروجه من سدرة المنتهى إلى قاب قوسين. وتفيد بأن هذه السياحة الجزئية مفتاح لسياحة كلية تحتوي على العجائب والغرائب.

وإذا كان الضمير راجعا إلى الحق سبحانه وتعالى يكون المعنى هكذا: إنه تعالى حينما أراد أن يوكل إلى عبده وظيفة هامة دعاه إلى حضوره، وأرسله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مجمع الأنبياء، فالتقى هناك بالأنبياء والمرسلين. وبين بذاك أنه الوارث المطلق لأصول دينهم. ثم بعد ذلك طاف به في ملكه وملكوته إلى أن وصل إلى منـزلة قاب قوسين. وهذا وإن كان عبداً يسيح بمعراج جزئي، إلا أن لديه أمانة لها ارتباط بجميع أنواع الخلقة، ومعه نور يبدد جميع ظلمات الكون، وفي يده مفتاح يفتح به باب السعادة الأبدية. لذلك وصف الحق سبحانه وتعالى بأنه يسمع جميع الأشياء ويراها، حتى يبين الحكمة الشاملة لتلك الأمانة، وذلك النور والمفتاح.

ومنها، قوله تعالى: ﴿اَلْحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَئِكَةِ رُسُلاً أُولِى أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِى الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (فاطر: 1) فإن الفاطر ذا الجلال زين السموات والأرض وعرض آثار كماله على المتفرجين الذين لا عد لهم، 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat