Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 قناديل السموات نظام فني دقيق، بحيث لم يبق للشرك محل يسع جناح بعوضة. فاذا كان هؤلاء يسيرون بهذا الدرجة على خلاف ما يقتضيه العقل والحكمة والحس والبداهة فلا يصرفنك تكذيبهم هذا عن التذكير والارشاد.

وهذا بيان إجمالي لجوهرة واحدة للافحام والالزام من بين مئات الجواهر لهذه الآيات الكريمة الّتي هي سلسلة لحقائق كثيرة، ولو أمكن لي بيان عدد من جواهرها وبينتها لقلت: أنت أيضاً حينذاك: هذه الآيات نفسها معجزة مستقلة في حد ذاتها.

وأما بيان القرآن في مقام الافهام والتعليم فهو خارق، لطيف، سلس بحيث يفهم كل واحد حتى العوام البسطاء بسهولة أغمض حقيقته.

نعم، القرآن المعجز البيان يبين كثيراً من الحقائق الغامضة بأسلوب سهل رقيق يمسح على رأس أذهان العوام بكل شفقة ورحمة، لا يؤذيها ولا يتعبها.

فكما أنه إذا أريد أن يتخاطب صبي يؤتي بكلمات بسيطة يفهمها الصبيان فكذلك القرآن الكريم نزل ببيانه إلى درجة المخاطبين على حد ما قيل: «التنـزلات الإلهية إلى عقول البشر» بحيث يفهم الأميّ والعاميّ حقائق غامضة وأسراراً ربانية، ما أمكن للحكماء الذين لهم قدم راسخة في العلوم أن يصلوا إليها بأفكارهم، يفهم الأميّ والعاميّ هذه الحقائق الغامضة بفضل أساليبها العالية والتشبيهات والتمثيلات الّتي يأتي بها.

مثلاً: آية ﴿اَلرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ (طه: 5) تصور الحق جل جلاله، كأنه سلطان جلس على كرسي الحكم يصدر الأوامر والنواهي. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat