Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 ومن أمثلة الثاني: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمٰوَاتِ وَاْلأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِى تَجْرِي فِى الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ اْلأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ (البقرة: 164) فالقرآن يذكر في هذه الآيات خلق الله السموات والأرض اللتين تشهدان على كمال قدرته وعظمته وربوبيته ووحدانيته تعالى، واللتين تتجلى فيهما سلطنة الألوهية. ويذكر اختلاف الليل والنهار الذي تتجلى فيه الربوبية، وجريان الفلك في البحر التي هي من أكبر الوسائل للحياة الاجتماعية، والتي تتجلى فيها الرحمة الإلهية. كما يذكر المطر الذي ينـزل به من السماء فيحيي الأرض وما فيها من أنواع المخلوقات فيأتي بها في صورة المعرض الذي يحتوي على الغرائب والعجائب. وما بث في الأرض من مختلف الحيوانات التي خلقها من مادة بسيطة هي مادة التراب. فتتجلى فيها الرحمة والقدرة. ويأتي عقب ذلك بذكر الرياح التي يجعلها صالحة لأن تعمل في وظائف هامة، وهي تلقيح النبات وترديد أنفاس المخلوقات الحية، وركم السحب التي هي وسيلة للرحمة الالهية، ركمها بين السماء والأرض وتفريقها، تفريقها مرة كالجيوش التي تتفرق للاستراحة والاستجمام وجمعها مرة أخرى للعمل.

ثم بعد ما سرد منسوجات هذه الصنعة الإلهية يقول: «لآيات لقوم يعقلون» فيلجئ العقل إلى الخوض في تلك الحقائق وتفصيلها، ويأخذ به إلى ساحة التفكر والتدبر. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat