Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 تلفظها من منافذ الجبال، فيرى نفسه مضطراً للإيمان قائلا: «الحكمة لله».

ومنها: ﴿اَنَّ السَّمَوَاتِ وَاْلاَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا﴾ (الأنبياء: 30) فكلمة (رتقاً) تفيد للعالم الذي لم يتضعضع بسفاسف الفلسفة: أن السماء كانت صافية لا يعتريها أي سحاب، وأن الأرض كانت يابسةً بعيدةً عن الحياة غير قابلة للتولد، ففتق السماء بالمطر، والأرض بالنبات. وخلق ذوي الحياة من ذلك الماء بطريق الازدواج والتلقيح إنما هو صنع القادر ذي الجلال الذي هذه الأرض حديقة صغيرة من حدائقه، والسحب التي تغطي وجه السماء اسفنجة لهذه الحديقة. فيسجد ذلك العالم لعظمة قدرته تعالى.

وتفيد كلمة (رتقاً) للعالم الكوني: أن السماء والأرض كان كل منهما كتلة لا شكل لها، وعجيناً رطباً لا فائدة فيه، لا لهما ولد ولا لهما من يأوى إليهما. ففتحهما الفاطر الحكيم وبسطهما، وأعطى لهما شكلاً جيداً، وجعل فيهما المنافع والفوائد الكثيرة، وجعلهما مصدراً لكثير من المصنوعات. فيتعجب ذلك العالم الكوني أمام حكمته تعالى الواسعة.

وتفيد هذه الكلمة للعالم الكوني المعاصر هذا المعنى: أن الأرض والسيارات التي تشكل المنظومة الشمسية كانت في بداية الأمر كتلة مجتمعة في صورة العجين الرطب، ففتحها القادر القيوم، فترك الشمس هناك، وجعل كلاً من تلك السيارات في مكانها المحدد وأتى بأرضنا إلى هنا، فبسط عليها التراب، وأنزل عليها المطر من جهة السماء، ونورها بنور الشمس وزينها، وأسكننا فيها. فيرفع ذلك العالم رأسه من أوحال الطبيعة قائلا: «آمنت بالله الواحد الأحد» 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat