ومن شأن الحق، الاتفاق.. والفضيلة، التساند.. ومن شأن التعاون، الإغاثة.. ومن شأن الدين، الأخوة والتكاتف.. ومن شأن الجام النفس الأمارة وسوق الروح نحو الكمال وإطلاقها في ذلك السماء سعادة الدارين.
والمدنية المعاصرة بما لها من المحاسن التي استفادتها من الأديان السماوية، لا سيما من القرآن الكريم، غلبت على أمرها في واقع الأمر أمام القرآن الحكيم...
الصورة الثالثة: نأتي على سبيل المثال بأربعة مسائل من بين ألوف المسائل:
المسئلة الأولى: إن دساتير القرآن وقوانينها بما أنها أتت من الأزل ستبقى إلى الأبد.. لا تشيب ولا تموت، كما تشيب قوانين المدنية وتموت. فهي شابة وقوية دوما في كل زمان.
إن المدنية بكل جمعياتها الخيرية وقوانينها ونظمها الجبارة وتعاليمها لم يمكنها أن تعارض قضيتين من قضايا القرآن الحكيم، بل خارت قواها أمامها. قال الله تعالى ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ (البقرة: 43) ﴿وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ (البقرة: 277) ونوضح هذا الفوز الإعجازي الذي حازه القرآن الحكيم بمقدمة. وذلك -كما قد بين في كتاب (إشارات الإعجاز)- أن أساس جميع الانقلابات والثورات ومنبع كل الأخلاق الرذيلة كلمتان.
الكلمة الأولى: إن شبعت، فلا علي أن يموت غيري من الجوع.
الكلمة الثانية: اكتسب أنت، لآكل أنا. واتعب أنت، لأستريح أنا.