وإن رب العالمين لما أراد إعلان وحدانيته في طبقات الكثرة كان أعظم من يعلن مراتب التوحيد بالدرجة العظمى هو الذات الأحمدية بالضرورة.
وإن صاحب العالم لما أراد بمقتضى الحقيقة والحكمة أن يرى ويرى في شتى المرايا حسن ذاته ومحاسن جماله ولطائف حسنه الغير المتناهية كما يشير إلى ذلك جمال آثاره الذي لا حد له كان أحسن مرآة ترى تلك المحاسن ويحبها ويحببها إلى الغير هو ذلك الذات بالبداهة.
وإن صانع قصر العالم لما أراد إظهار خزائنه الغيبية المملوءة بخوارق المعجزات والجواهر القيمة وتشهيرها وتعريف كمالاتها وإعلامها بها كان أعظم من يشهرها ويصفها ويعرفها هو الذات المحمدية عليه الصلاة والسلام.
وإن صانع الكون لما خلقه مزيناً بأنواع العجائب والزينة ومكن ذوي الشعور فيها للتنـزه والتفرج والاعتبار والتفكر، وأراد أن يوضح معاني تلك الآثار والصنايع ويبين قيمتها للمتفرجين وذوي الفكر كما تقتضيه الحكمة كان أفضل مرشد بواسطة القرآن الحكيم للجن والإنس بل وللروحانيين والملائكة هو الذات المحمدية بالبداهة.
وإن حاكم الكائنات الحكيم لما أراد حل الطلسم المغلق الذي يحتوي على المقصد والغاية من هذه التحولات الكونية وبيان لغز هذه الأسئلة الثلاثة المشكلة من أين هذه الكائنات وإلى أين وماذا تكون وما هي كان الذي يفتح ذلك الطلسم ويحل ذلك اللغز بواسطة الحقائق القرآنية هو أيضاً ذلك الذات عليه الصلاة والسلام بالبداهة.