فأرى مصرع كل من رؤساء قريش المشركين. وقال: «سأقتل بيدي هذه أبي ابن خلف»[1] وقد كان كما أخبر. وثبت بالنقل الصحيح القطعي أيضاً أنه قال -وكانه يرى أصحابه المقاتلين في الغزوة المشهورة غزوة موتة التي تقع في أواسط الشام، وتبعد عن المدينة مسافة شهر: «أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها ابن رواحة فأصيب، ثم أخدها جعفر، ثم أخذها سيف من سيوف الله»[2] وأخبر أصحابه عن كل الحوادث التي وقعت في الحرب. وبعد ثلاثة أسابيع جاء من ساحة المعركة يعلى ابن منبه فأخبر المخبر الصادق r بما جرى قبل أن يقوله. فأقسم يعلى t بأن الأمر قد وقع كما قلت. وقال كما ثبت بالنقل الصحيح القطعي: «إن الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً عضوضاً، وإن هذا الأمر بدأ نبوة ورحمة ثم يكون رحمة وخلافة، ثم يكون ملكاً عضوضا، ثم يكون عتواً وجبروتاً»[3] فأخبر عن مدة خلافة الخلفاء الراشدين مع خلافة الحسن التي هي عبارة عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك تعود سلطنة تأتي بالجبروت وفساد الأمة. وقد كان كما أخبر.
وقال -كما ثبت بالنقل الصحيح القطعي-: «يقتل عثمان وهو يقرأ المصحف، وإن الله عسى أن يلبسه قميصاً وإنههم يريدون خلعه»[4] فأخبر بأن عثمان سيكون خليفة وسيريدون خلعه، وسيقتل مظلوما وهو يقرأ القرآن. وقد كان كما أخبر.
________________
[1] - الحاكم ، مستدرك: 2/327 ، ابن هشام، السيرة النبوية: 3-4/84-85 [2] - صحيح البخاري، مغازي: 44[3] - انظر الترمذي، فتن: 48 ، أبو داود، سنة: 8[4] - الترمذي، مناقب: 18 ، مسند الإمام أحمد: 6/75