المثال الخامس: روى علامة عصره الإمام ابن فورك: -الذي يسمى بالشافعي الثاني كناية عن اجتهاده الكامل وفضله- أن الرسول الأكرم r كان حينما سار في غزوة الطائف على الفرس ليلاً وسناً فاعترضته سدرة، فانفرجت له نصفين لئلا تؤلم فرسه فجاز الرسول الأكرم r مع الفرس بينها، وبقيت تلك الشجرة على ساقين في وضع محترم إلى زماننا. وهي هناك معروفة.[1]
المثال السادس: روى يعلي بن مرة أن طلحة أو سمرة جائت في سفر فدارت حول رسول الله كأنها تطوفه ثم رجعت إلى منبتها. فقال رسول الله r: «إنها استأذنت أن تسلم علي» أي استأذنت هذه الشجرة من الله تعالى أن تسلم علي.[2]
المثال السابع: روى المحدثون عن ابن مسعود t أنه قال: إنه حينما جاء جن نصيبين في بطن النخل إلى النبي r لكي يسلموا فأذنت بمجيئهم شجرة النبي.[3]
وعن مجاهد عن ابن مسعود في هذا الحديث أن الجن قالوا: من يشهد لك؟ قال: هذه الشجرة، تعالى يا شجرة! فجائت تجر عروقها لها قعاقع.[4] فكفت معجزة واحدة لطائفة الجن. أفلا يكون الذي يسمع ألف معجزة من هذا القبيل ولا يؤمن شيطاناً أكبر من ذلك الشيطان الذي حدث القرآن عنه بقوله: ﴿يَقُولُ سَفِيهُناَ عَلَى اللهِ شَطَطاً﴾
______________[1] - القاضي عياض، الشفاء: 1/265 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/620[2] - البيهقي، دلائل النبوة: 6/22-24 ، الهيثمي، مجمع الزوائد: 9/6 ، المسند: 4/173[3] - انظر صحيح البخاري، مناقب الانصار: 32 ، صحيح مسلم، صلاة: 153 ، البيهقي، دلائل النبوة: 2/229[4] - القاضي عياض، الشفاء: 1/265 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/619