فاختلس كثيراً منهم ورباهم في احضانه، وسقاهم من لبن كلياته وجامعاته، حتى صاروا -هم بعد ما ظلوا محتفظين باسم محمد وابي بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد- يحاربون الإسلام ويصمونه بالرجعية والتأخر.

ولكن حمداً لله هبت النخوة برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فصاروا يدعون الناس للالتفاف حول القرآن والسنة، ويبددون غياهب الشكوك والأوهام من غير التفات إلى ما يلاقونه في هذا السبيل من مشقات ومصاعب، وكان في مقدمة هؤلاء العلامة الملهم الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي رضي الله عنه حيث قام فتصدى لأمواج الإلحاد، وكافح وقاوم قوى الشر التي اعترضت أمام الحق والخير، وأيقظ الناس فالتف حوله مآت الألوف من الشباب المجاهدين وأخذوا ينشرون معه ألوية الحق ومبادئ الإيمان بين صفوف الشعب في المدن والقرى بكل حماسة واخلاص إلى أن وافته المنية سنة 1379 هجرية الموافقة سنة 1960 ميلادية رضي الله عنه ورحمه رحمة واسعة. وكما كان رحمه الله عظيم الأثر في حياته فهو لا يزال كذلك بعد مماته. فها هي كتبه تقرأ في شتى أنحاء البلاد وتكثر أتباعه وأنصاره. وإني أتمنى من الله العلي القدير أن يكلأ الإسلام والمسلمين ويأخذ بأيدي المجاهدين الصادقين إنه على ما يشاء قدير.

خليل عبد الكريم كونانج