وقد أبدى شجاعة عالية فحارب كثيراً حتى جاء الحجاج الظالم بجيش جرار فصال عليه وبعد قتال عنيف وقع ذلك الشجاع العظيم شهيداً.

وثبت بالنقل الصحيح القطعي أنه قال لمعاوية: «وإذا ملكت فاسجح»[1] يأمره بالرفق والعدالة، ويشير إلى أنه ستظهر الدولة الأموية وسيكون منهم أمراء ظالمون كاليزيد والوليد. كما أخبر بقوله: «يخرج ولد العباس بالرايات السود ويملكون أضعاف ما ملكوا»[2] بأن الدولة العباسية ستظهر بعد الأمويين وأن العباسيين سيبقون مدة مديدة. وقد كان كما أخبر.

وثبت بالنقل الصحيح القطعي أنه قال: «ويل للعرب من شرّ قد اقترب»[3] فأخبر عن فتنة جنكيز وهولاكو، وأنه ستنقرض الدولة العباسية. وقد كان كما أخبر.

وثبت بالنقل الصحيح القطعي أنه قال لسعد بن أبي وقاص حيمنا كان في مرض شديد: «لعلك تخلف حتى ينتفع بك أقوام وسيتضرر بك آخرون»[4] فأخبر بأنه سيكون بعد قائداً عظيماً، وسيكون على يده فتوحات كثيرة ينتفع به أقوام وأمم كثيرون أي بإسلامهم بسببه وسيتضرر به آخرون حيث تنقرض دولتهم. وقد كان كما أخبر. حيث إن سعداً عين قائداً للجيوش الإسلامية وجعل عالي الدولة الفارسية سافلها، وصار سبباً في دخول كثير من الأقوام والملل في حوزة الإسلام.

وثبت بالنقل الصحيح القطعي أن النبي r أعلم الصحابة عن وفاة النجاشي ملك الحبشة المؤمن في اليوم الذي توفي فيه، وكان في السنة السابعة من الهجرة وصلّى عليه صلاة الجنازة. وبعد أسبوع جاء الخبر بأنه توفي في ذلك اليوم الذي أخبر فيه.

_________________________________________________________

[1]  - انظر الهيثمي، مجمع الزوائد: 5/186 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/ 684[2]  -  البيهقي، دلائل النبوة: 6/517[3]  - صحيح البخاري، فتن: 4 ، انبياء: 7 ، صحيح مسلم، فتن: 1[4]  - صحيح البخاري، جنائز: 37 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/699