وفي التوراة آية أخرى وهي هذه: «محمد رسول الله مولده بمكة وهجرته بطيبة وملكه بالشام وأمته الحمّادون»[1] وقد جاء في هذه الآية كلمة سريانية تفيد معنى كلمة محمد r.

وفي التوراة هذه الآية: «أنت عبدي ورسولي سمّيتك المتوكل»[2] فهذه الآية تتجه إلى النبي الذي يأتي من بعد موسى ومن نسل إسماعيل أخي إسحاق.

وهذه آية أخرى في التوراة: «عبدي المختار ليس بفظ ولا غليظ»[3] فالمختار يجيء بمعنى المصطفى وهو أيضاً اسم نبوي.

وهذا تعريف للذي يجيء بعد عيسى والذي بشر به الإنجيل في مواضع شّى بأنه نبي معه قضيب من حديد يقاتل به وأمته كذلك. فهذه الآية تفيد بأنه سيجيء نبي يكون صاحب السيف ويكون مأموراً بالجهاد، فإن المراد بالقضيب من حديد هو السيف وإن أمته أيضاً ستكون مأمورة بالجهاد مثله. كما يفيد ذلك آخر سورة الفتح: ﴿وَمَثَلُهُمْ في اِلإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْئَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ (الفتح: 29)

وهناك آيات أخرى في الإنجبل تفيد بأن محمداً r سيكون صاحب السيف وأنه سيكون مأموراً بالجهاد.

وفي الباب الثالث والثلاثين من الكتاب الخامس من التوراة هذه الآية: «إن الله تعالى أقبل من طور سيناء طالعاً لنا عن جبل ساعير، وتجلّى في جبال فاران».[4]

فكما تفيد هذه الآية بقول: «إقبال الحق» من سينا نبوة موسى وبقول: «واشراقه في ساعير» نبوة عيسى عليهما السلام. فكذلك تفيد بقول:

____________________________________________________________________

[1]  - ابو نعيم، دلائل النبوة: 1/72 ، النبهاني، حجة الله على العالمين: 116 ، الدارمي، مقدمة: 2[2]  - التوراة، سفر التثنية، الاصحاح: 18[3]  - التوراة، سفر التثنية، الاصحاح: 18[4]  - التوراة، سفر التثنية، الاصحام: 33