الأساس الخامس: إنك تعلم أن هذه المصنوعات الفانية ما خلقت للفناء، ولترى حيناً من الزمن ثم يمحى أثرها من الوجود، وإنّما خلقت وأخذت مكانها في الوجود حتى تصور صورها، ويفهم مغزاها، وتستخرج نتيجتها، وينسج منها مناظر خلابة للذين سيحيون حياة باقية.. خلقت هذه المصنوعات لتكون محوراً لغايات أخرى في عالم البقاء.
نعم، لم تخلق للفناء والعدم، وانما خلقت للخلود. وموتها صورة بعد أداء مهمتها، إنما هو اطلاق لسراحها. وكل شيء فان، وإن كان يفنى من جهة، إلاّ أنه يخلد من جهات أخرى.
مثلاً: انظر إلى هذه الزهرة التي هي كلمة من كلمات القدرة، فإنها تنظر إلينا، وتتبسّم معنا في مدة قصيرة من الزمن، ثم بعد ذلك تختفي وراء ستار العدم. إلا أنها تبقى صورتها في مخيّلة كل من رآها،